وقد شهدت الفترة الماضية تدفق كميات هائلة علي مفيض توشكي حتي امتلأ عن آخره ووصلت مياه المفيض إلي قرية باريس بالوادي الجديد علي بعد يصل إلي 200 كيلو متر مما يساهم في تحويل صحراء الوادي الجديد إلي مزارع خضراء تزيد انتاجنا من المحاصيل الرئاسية علي رأسها القمح.
وتبقي بحيرة باريس الرابعة مجالا خصبا يتطلب مزيدا من الأبحاث والدراسات العلمية، لما تمتلك من مقومات اقتصادية هائلة أبرزها زيادة معدلات تدفق مياه النيل العذبة الممتدة علي مساحات شاسعة تخترق الأراضي الصحراوية، وتغطي قمم الجبال والتلال الرملية لتضفي جمالا وجاذبية، وسحرا من نوعا خاص لا مثيل له علي الإطلاق، بين دروب الوديان والمدقات الصخرية بدءاً من بحيرة ناصر إلي بوابة مفيض “توشكي” بأسوان. لتصب في بحيرة باريس الرابعة مستقبل تنمية الثروة السمكية والإستثمار الزراعي، ضمن أجندة المشروعات القومية لدعم مسيرة الإنتاج واستغلال موارد الدولة لتحقيق رؤية مصر 2030 المستقبلية.
” رصدت وصول كميات كبيرة من المياه الي الوادي الجديد وسط آمال وتطلعات آلاف الشباب والمستثمرين الباحثين عن فرص عمل حقيقية نحو التنمية الواعدة علي أرض اكبر محافظات مصر مساحة ومزايا استراتيجية بفضل جهود القيادة السياسية والأطراف المعنية الرامية إلي استغلال مسطحات مائية تغطي عشرات الكيلومترات، علي أعماق متفاوتة تصل إلي 70 مترا قابلة للزيادة، تحوي 15 مليار متر مكعب من المياه العذبة المتدفقة ببحيرة باريس الرابعة.
محافظ الوادي الجديد:
مبادرتان زراعيتان .. للتوسع في إنتاج المحاصيل التصديرية
أعلن اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط محافظ الوادي الجديد، عن تبنّي المحافظة لمبادرتين زراعيتين للتوسع في إنتاج المحاصيل التصديرية، مشيراً إلي فتح الباب لزراعة الأرز بنطاق بحيرة باريس، بجانب تخصيص 51 ألف فدان ضمن خطة المحافظة لإستحداث زراعات تصديرية غير تقليدية يتم استصلاحها لتنفيذ مشروع وادي “الجوجوبا” شمال مركز باريس تلبيةً للطلب التصديري الأوروبي على النبات لقيمته الطبية وجدواه الاقتصادية.
أوضح الزملّوط، أن إطلاق كلتا المبادرتين يأتي تماشيًا مع توجيهات رئيس الجمهورية بفتح الأسواق التصديرية بما يحقق العائد المطلوب من العملة الصعبة، مؤكدا السماح بزراعة الأرز في محيط بحيرة باريس بفترة سماح لمدة عام للراغبين من أبناء المحافظة، مع توفير التقاوي بأسعار مخفضة مع بداية الموسم بالتعاون مع وزارة الزراعة، لافتا إلي بذل الجهود ووضع التيسيرات اللازمة استجابةً لمطالب المزارعين في ظل حظر زراعات الأرز بنطاق المحافظة حفاظًا علي الخزّان الجوفي.
مكتشف بحيرات توشكي :
لابد من استغلال مياه البحيرات في الاستزراع السمكي
وزراعة الأعلاف بالطرق الحديثة
أكد الدكتور عبدالمنعم حنفي، مكتشف بحيرات توشكي أستاذ الجغرافيا ورئيس مركز سابق، أن مياه مفيض بحيرة باريس الرابعة والثلاث المجاورة نشأت عن تسريب مياه مفيض توشكي الي الغرب من بحيرة ناصر بحوالي 22 كيلومترا، وجنوب واحه باريس وقري درب الأربعين بحوالي 115 كيلومترا والي الشرق من مشروع شرق العوينات بحوالي 140 كيلومترا علي مساحات تصل إلي 1000.، مشيرا إلي ضرورة استغلال مياه البحيرات في الإستزراع السمكي وزراعة الأعلاف كمراعي باستخدام طرق الري الحديثة، فضلا عن اعتبارها محمية طبيعية من خلال انتشار الطيور البرية وواحدة من أهم المزارات السياحية ضمن علي مسار محمية الجولف الكبير.
شيخ الصيادين :
البحيرة تضم كميات كبيرة من الأسماك
قال محمد كمال بخيت 52 عاما، شيخ صيادين بحيرة باريس الرابعة منذ اكتشافها قبل 15 عام، أنه بدء ممارسة مهنة صيد الأسماك منذ أن كان بسن الـ 18 من عمره، وبمرور الوقت أصبح لديه 40 مركب صيد و3 لانشات يعمل عليها أكثر من 70 صياد من مختلف المحافظات، مشيرا ألي أنه جاء إلي الوادي الجديد في عام 2007 فور الإعلان عن اكتشاف بحيرة سمكية على حدود مركز باريس بمسافة تقطعها السيارات في 6 ساعات متصلة نظرا لوعورة التربة عبر طريق جبلي وسط الصحراء، وهي إحدي البحيرات الثلاثة من مفيض توشكي، إلا أن انحسار مياه السد العالي حال دون استمرار العمل علي صيد الأسماك.. حيث تعرضت المنطقة لجفاف نسبي. ليعود مرة أخري هذا العام وقد ارتفع منسوب البحيرة لمعدلات غير مسبوقة قبل ذلك.
أضاف بخيت، أن غالبية الأسماك الموجودة بمياه البحيرة هي البلطي إلي جانب بعض الانواع الاخري أبرزها المبروكة، والشبارة، بأحجام متفاوتة وكميات محدودة، مشيراً إلي آلية العمل بمصايد تلك البحيرات والتي تخضع لإدارة وتنظيم هيئة الثروة السمكية بنظام التعاقد لمدة 3 سنوات تتضمن دفع رسوم نقل على الأوزان السمكية التي يتم صيدها وشحنها في سيارات إلي أسواق العبور ومنافذ بيع محافظات صعيد مصر.
ويري محمد حسني الخبير بمهنة صيد الاسماك ببحيرة باريس أن فكرة إقامة مشروعات زراعية إستثمارية على مياه بحيرات مفيض توشكي أمرا جيدا لدعم مسيرة التنمية والإستثمار على مياه السد العالي، وهو الأمر الذي يتطلب وضع خطة موضوعية ومدروسة تعتمد على الواقع والبدائل لضمان استمرارية إنتاج المحاصيل الإقتصادية دون معوقات مستقبلية.
إطلاق مبادرة التمليك بمفيض بحيرة باريس الرابعة
الهادي علي:
إنتاج المحاصيل الزراعية على مساحات شاسعة
الاستصلاح يشمل شق الترع والخلجان لتكون مياه الري على رأس الأرض
الاعتماد على الطاقة الشمسية.. وتركيبها بالتقسيط وبدون مقدم
نطالب بتوفير شبكة اتصالات لاسلكية لمواجهة بُعد المسافات
صرح رئيس مجلس أمناء مؤسسة “وعد والصلب المشقوق للتنمية” طيار.. الهادي علي سعيد، أن المؤسسة قامت بإطلاق مبادرة التمليك بمفيض بحيرة باريس الرابعة، استجابة لرغبة العملاء والمتابعين بهدف الاستثمار واستغلال الأراضي في إنتاج المحاصيل الزراعية المتنوعة على مساحات شاسعة بمحيط منطقة المفيض، مشيرا إلي أن الاستصلاح يشمل شق الترع والخلجان لتكون مياه الري على رأس الأرض مع شق مصارف داخلية، علما بأنه لا يوجد تتابع أدوار لمياه الري.. حيث أن خلجان الري الرئيسية متصلة بالمفيض مباشرة والمياه متوفرة دائما، بينما يتم التركيز على استخدام التسميد الحيوي بالتعاون مع جامعة المنوفية ومركز البحوث.
أضاف سعيد. انه رغم الامكانات الواعدة لمفيض باريس إلا أن هناك عدة معوقات تواجه واجهت المستثمرين أبرزها عدم توافر شبكة اتصالات لاسلكية وبعد المسافة بين مدخل المفيض عن أقرب قرية بحوالي 40 كم وعن أقرب مدينة بمسافة 120 كم تقريبا، بينما يفصلها عن منطقة شرق العوينات وتوشكي كيلومترات أقل بكثير، لافتا إلي أن الحل الأنسب يتمثل في انشاء حياة متكاملة وربط شبكة مواصلات تصل المفيض بالمناطق المجاورة للتيسير علي المستثمرين واختصارا للوقت، علما بأن المؤسسة قررت تسيير رحلتين يوميا بمواعيد ثابتة من موقع المفيض لمدينة باريس باجر مناسب للفرد.
أشار إلي أن المحافظة تمنح أراضي البحيرة بنظام الإيجار مع إمكانية البناء على 2.5 % من المساحة وذلك بالاعتماد على الطاقة الشمسية والتي سيتم تركيبها لمن يرغب بالتقسيط وبدون مقدم بالتنسيق مع المؤسسة. وفي حالة الرغبة في التملك يتم تقديم طلب بذلك بعد استصلاح وزراعة 100% من المساحة الكلية. مشيرا إلي أن القيمة الايجارية للفدان 1000 جنيه سنويا تقل الي 750 جنيه في حالة زراعة نصف المساحة بالقمح، على أن يتم الحجز عن طريق المؤسسة بمبلغ 5000 جنيه لأي مساحة كاثبات جدية مع تحديد المساحة بحد أدني خمسة فدادين وتحرير عقد حجز مبدئي وفي حالة الرفض بعد المعاينة يتم رد القيمة المدفوعة لصاحبها، أو دفع 3000 ثلاثة آلاف جنيه تحت حساب الاستصلاح والتقسيم بعد استلام العقد من المحافظة عن كل فدان وتحرير العقد النهائي.
أهالي باريس والخارجة:
توافر الاسماك .. أدي إلي إنخفاض الأسعار
أعرب أهالي سكان مركزي باريس والخارجة عن سعادتهم لطرح منتج طازج وآمن غذائيا من أسماك البلطي والشبارة والمبروكة بكميات كبيرة وذلك بمنافذ بيع الوحدات المحلية التابعة لها بأسعار مخفضة. فيما طالب أهالي مركزي الداخلة وبلاط الجهات المختصة ضرورة العمل على توفير اسماك البحيرة ووصولها إلي منافذ البيع مع مراعاة توفير مصادر دائمة لتسويق المنتج طازجا وخاصة خلال موسم الصيف، نظراً لتباعد المسافات بين المراكز، شاكرين جهود القيادة التنفيذية بالمحافظة لتهيئة الطرق المؤدية إلي بحيرة باريس الرابعة وتمهيدها بالمعدات الثقيلة والعمالة المحلية لتخفيض ساعات الوصول دعماً للصيادين. علاوة علي دراسة إنشاء مصنع لتغليف اسماك الفيليه لتوفير فرص عمل للشباب .
باحـــــــــــثون:
إدعاءات جفاف مياه البحيرة .. كاذبة
التعاون مع شركاء التنميه لدعم المزارعين
نفي باحثون جميع الادعاءات حول إمكانية جفاف مياه البحيرة تماما، مؤكدين أن لكي يحدث ذلك يتطلب مرور 25 عام من آخر فيضان وهذا مستبعد لأن النيل يمر بدورات سباعية كل سبع سنوات، بينما تكمن التكنهات بتراجع منسوب المياه قليلا مما يستدعي إطالة مداخل الترع، مثمنين جهود القيادة التنفيذية بالمحافظة إطلاق العديد من المبادرات الاستثمارية بمحيط البحيرة وفتح آفاق التنمية بمحاصيل استراتيجية تحقق الجدوي الإقتصادية وتمنح فرص عمل للشباب وجميع سكان المحافظة.
فيما ناشد البعض ضرورة التعاون مع شركاء التنمية والمؤسسات لدعم المزارعين بكافة مستلزمات الاستصلاح من الحفارات واللوادر والجرارات ومعدات التسوية بالليزر ومعدات نثر الاسمدة والبذور والرش وآلات الحصاد وإقامة سوقا متكاملا لكافة الاحتياجات من متطلبات الزراعة والبذور والتقاوي والاسمدة والمبيدات ولوازم البناء والبقالة والمعيشة، مع ضرورة التنوع في إنتاج كافة المحاصيل وخاصة “القمح – الذرة الصفراء – الذرة البيضاء – عباد الشمس – فول الصويا – الفول البلدي – القطن – الارز – الفاصوليا البيضاء – اللوبيا – العدس – السمسم” وتشجيع إقامة المناحل وزراعة مصدات للرياح علي الحدود الخارجية للمساحات المنزرعة.
